نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 133
من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما
يمكن تسميته [الأمل العظيم]، فالمؤمن لا يعرف اليأس، ولا الإحباط، وكيف يعرف ذلك،
وهو يستند إلى إله عظيم حكيم رحيم له القدرة على كل شيء.. ولذلك لا يعجزه شيء في
الأرض ولا في السماء؟
ولهذا عندما حزن صاحب رسول الله a في الغار، قال له رسول الله a منبها ومبشرا: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾
[التوبة: 40]
وعندما أصابت المسلمين بعض الانتكاسة في غزوة أحد بسبب تخلفهم عن وصايا
رسول الله a
بشرهم الله تعالى قائلا: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ
الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]
وكلا الآيتين تذكّران بمعية الله، والإيمان به، باعتبار الإيمان هو أكبر
دافع للأمل.. ذلك أن غير المؤمن الذي لا يرى الكون إلا بصورته الصلبة الجافة
الجامدة، لا يجد ما يدفعه إلى الأمل؛ فلذلك يصيبه الإحباط عند أدنى الحوادث، وربما
يلجأ إلى الانتحار حتى يتخلص من يأسه وآلامه.
أما المؤمن فهو يرى الكون بصورة مختلفة تماما؛ فهو ليس كون هملا، وإنما
هو كون مدار في كل تفاصيله بإله عليم حكيم رحيم قادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء،
ولا يستحيل مع أمره شيء، بل إن أمره ﴿ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾
[القمر: 50]
ولهذا عندما توقف الإسرائيليون حزنا على أنفسهم بعد أن صار البحر أمامهم
والعدو وراءهم قال موسى عليه السلام بكل أريحية: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ
رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 133