نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61
وتبحث لها عن كل طريق حتّى
ما لا يخطر على بال الشيطان نفسه من أجل الوصول إلى تلك الشهوة.
وأمّا إذا صارت في خدمة
القوّة العاقلة الحقيقية؛ فإنّها تبحث لها عن طرق الوصول إلى القرب الإلهي وسبل
الرقي في درجات الكمال.
وهم يذمونها، لا لأجل
دورها الأخير في خدمة العقل، وإنما لأدوارها في خدمة الغضب والشهوة، ولسيطرتها على
أكثر النفوس.. بل بسببها تصبح النفوس أمارة.
والأخطر من ذلك كله هو
جدلها وخصومتها وبحثها عن كل الحيل التي تصرف النفس عن بارئها، ولو بتغطية الحقائق
والتلاعب بها، باسم الفلسفة أو الفكر أو العلم أو البراهين.. وغيرها من الأسماء
التي تحتال بها لحجب الحقائق.
ومثل ذلك مكرها وحيلها في
التلاعب بالقيم الروحية والأخلاقية، حيث تقلب الموازين، وتحول الخير شرا والشر
خيرا، والمعروف منكرا، والمنكر معروفا.
وللأسف ـ أيها المريد
الصادق ـ فإن هذه الأوصاف للقوة الوهمية هي ما يطلق عليه أكثر الناس قوة عقلية..
فيتوهمون أن كل تلك المدارس المادية والإلحادية والوجودية، والتي تدعو إلى الصراع
مع كل شيء.. مدارس عقلية تنطلق من العقل، وإليه تعود.. ولذلك يعظمون سدنتها، مع
أنهم لا يتلقون تلك المفاهيم والقيم إلا من وحي الشيطان، كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي
بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا
فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 112]
أما العقل الحقيقي ـ أيها
المريد الصادق ـ فما كان لأحد من الناس أن يذمه، وكيف يذمه، وهو حجة الله تعالى
على خلقه؟
وكيف يذمه، وقد ورد في
النصوص المقدسة ما يدل على فضله، وأنه لولاه ما عرف
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61