responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62

الله، ولا سلك السائرون سبيلهم إليه؟

وكيف يذمه، ولولاه ما لجمت النفس الأمارة، وما استطاع الإنسان التحكم في غضبه وشهواته وأهوائه؛ فمعارف الإيمان هي الوحيدة التي تقمع سطوة تلك الغرائز، وتوجهها التوجيه الصحيح؟

وقد قال بعض الحكماء يرد على أولئك الذين لم يعطوه حقه من التشريف والفضل، متوهمين تناقضه مع الدين: (العقل منبع العلم ومطلعه وأساسه، والعلم يجرى منه مجرى الثمرة من الشجرة، والنور من الشمس، والرؤية من العين، فكيف لا يشرف ما هو وسيلة السعادة في الدنيا والآخرة؟ أو كيف يستراب فيه والبهيمة مع قصور تمييزها تحتشم العقل، حتى إن أعظم البهائم بدنا وأشدها ضراوة وأقواها سطوة إذا رأى صورة الإنسان احتشمه وهابه، لشعوره باستيلائه عليه، لما خص به من إدراك الحيل) ([94])

ولهذا ترى القرآن الكريم يرجع كل المثالب التي تقع فيها النفوس الأمارة إلى عدم استخدامها للعقل، أو سوء استخدامها له، أو استخدامها للقوة الوهمية بدله.

ومن ذلك قوله تعالى في وصف الكفار المعرضين عن الحق مع وضوح أدلته: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾ (البقرة:171)

ومثل ذلك قوله في وصف من يسخرون من القيم الروحية:﴿وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾ (المائدة:58)

ومثل ذلك قوله في الذين يسيرون في الأرض، أو يدرسون التاريخ، ثم لا يعتبرون:﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا


[94] إحياء علوم الدين، 1/141.

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست