نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 333
الجاهلية.
وهذا يدل على أن السكون
والسكينة التي تملأ قلب صاحبها هي التي تحميه من فورة الغضب والعصبية والجهل،
والتي تجعله يخرج عن طوره، وقد يخرج عن إنسانيته.
ومثل ذلك ذكر الله تعالى
دور السكينة في الحماية من الخوف، وملأ القلب بالثبات، ولو في أحلك الظروف، قال
تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4]
فقي قوله تعالى: ﴿ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ﴾، دليل على أن السكينة
التي ينزلها الله تعالى قلوب الصالحين من عباده، هي التي تحميهم من ذلك التقلب
والاضطراب الذي هو من خصائص القلوب.
ومثل ذلك ذكر الله تعالى
تنزل السكينة على رسول الله a في الغار، وفي أشد
المواضع خطرا، ولم يذكرها لصاحبه الذي كان بجانبه، باعتبارها مرتبطة بالاستعداد
والقابلية، والتي لم تكن حينها متوفرة في ذلك الصاحب، ولهذا قال له رسول الله a:
﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]، ثم عقب الله
تعالى على ذلك بقوله: ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا﴾ [التوبة: 40]
ومثل ذلك ذكر أن جيش
المسلمين انهزم في غزوة حنين بسبب الاضطراب الذي حصل له، لكنه بعد سكونه وتنزل
السكينة عليه، بتوفر قابليته لذلك، تحولت الهزيمة إلى نصر، قال تعالى: ﴿
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ
أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 333