responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 325

وقال: (الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر)([753])

وقال: (الحياء والعيّ شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النّفاق)([754])

وكل هذه الأحاديث تشير إلى أن الحياء ليس مجرد قيمة أخلاقية، وإنما هو نتيجة ضرورية للمعارف الإيمانية.. فمن تحقق بالإيمان تحقق بالحياء، ضرورة، ومن دون تكلف.

وإن شئت مثالا يقرب لك ذلك، فتصور نفسك ـ أيها المريد الصادق ـ قد صحبت بعض الناس من دون أن تعرفه، وقمت أمامه ببعض التصرفات المباحة لكن الطبع السليم يأباها، ثم اكتشفت بعد ذلك أن ذلك الذي صحبته من العلماء أو من الصالحين.. فإنك حينها تشعر بالندم لسلوكك ذلك السلوك، بخلاف ما لو كان الشخص عاديا بسيطا.

وسر ذلك يعود إلى أن تعظيمك لذلك العالم والصالح هو الذي جعلك تندم على تلك السلوكات، التي وإن كانت مباحة إلا أنها مخلة بالمروءة، ويأباها الطبع السليم.

ولهذا ورد في الحديث أن رجلا قال: يا رسول الله، أوصني، قال: (أوصيك أن تستحيي من الله عزّ وجلّ كما تستحيي رجلا من صالحي قومك) ([755])

ولهذا، فإن المعرفة بالله، ورقابته الدائمة لخلقه، ومثل ذلك المعرفة برسول الله a والصالحين من المؤمنين سواء كانوا من البشر أو من الملائكة، والذين ورد النص على رؤيتهم لأعمال المؤمنين، يجعل من العارف بذلك دائم الحياء، ولهذا دعا الله تعالى إلى استشعار هذه الرؤية والرقابة، فقال: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105]


[753] الحاكم(1/ 22) والإيمان لابن أبي شيبة(7)

[754] الترمذي(2027)

[755] الزهد لأحمد (ص 46)، والشعب للبيهقي (2/ 462)

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست