responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 324

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الحياء وحقيقته ومنزلته وثماره ودرجاته وعلاقته بالنفس المطمئنة.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الحياء من المنازل الضروية للنفس المطمئنة، والتي لن تتحقق بطمأنينتها إلا بعد تحققها به، وبقدر ذلك التحقق يكون سيرها وترقيها في مراتب الكمال التي أتيحت لها.

وسر ذلك يعود إلى أن الحياء ـ كما عرفه الحكماء ـ هو ذلك (التغيّر والانكسار الذي يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به)‌([748])، أو (هو انقباض النّفس من شي‌ء وتركه حذرا عن اللّوم فيه)‌([749])، أو هو (خلق يبعث على ترك القبح ويمنع من التّقصير في حقّ ذي الحقّ)‌([750])، أو (هو ملكة راسخة للنّفس تدفعها إلى إيفاء الحقوق وترك القطيعة والعقوق)‌([751])

وبذلك؛ فإن لتلك الحالة النفسية التي تعتري صاحبها أثرها الكبير في سلوكه، سواء من ناحية ردعه وزجره عن كل ما لا يليق، أو من ناحية دعوته إلى الترقي، والبحث عن الكمال المتاح له.. وهو ما يرفعه كل حين إلى المراتب العالية التي يحرم منها فاقدو الحياء.

ولهذا أخبر رسول الله a عن كون الحياء من علامات الإيمان، وأركانه الضرورية، فقال: (الحياء من الإيمان، والإيمان في‌ الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النّار)([752])

 


[748] الفتح(1/ 52)

[749] التعريفات(94)

[750] رياض الصالحين(272)

[751] دليل الفالحين(3/ 158)

[752] الترمذي(2009)، والحاكم (1/ 52)

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست