نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 290
المروه و الفتوه
كتبت إلي ـ أيها المريد
الصادق ـ تسألني عن المروءة والفتوة، والمكارم المرتبطة بها، وعلاقتها بالنفس
المطمئنة، وسر ارتباطها بها.
وجوابا على سؤالك الوجيه
أذكر لك أن ما ذكرته من المكارم من الخصال الضرورية للنفس المطمئنة التي لن تكون
مطمئنة إلا بها.. ذلك أنها نفس تستمد قيمها من معرفتها بربها، ويستحيل على من عرف
ربه، وأسماءه الحسنى، وصفاته العليا ألا يكون ذا مروءة وفتوة.
ومثل ذلك؛ فإن النفس
المطمئنة تستمد أحوالها وصفاتها من صحبتها للصالحين إما في عالم الشهادة أو عالم
الغيب.. فهي تتخلق بأخلاق الأنبياء والأولياء، وتسعى للحاق بهم، ولذلك تسري إليها
أخلاقهم وصفاتهم.. فإن لم تظهر عليها؛ فذلك علامة على كونها نفس مشوبة، لم تتخلص بعد
من مثالبها.
إذا عرفت هذا ـ أيها
المريد الصادق ـ فاعلم أن الفتوة([630])، وهي صفة من
الصفات العظيمة التي تجتمع فيها المروءة والنبل والشهامة وغيرها من المكارم، من
المصطلحات التي أسس لها القرآن الكريم، وذلك عند ذكره لأولئك الذين ضحوا بأنفسهم
في سبيل الحق الذي يحملونه، وتمثلت فيهم به أجمل الأوصاف والأخلاق.
ومنهم إبراهيم عليه السلام
الذي وصفه قومه بقولهم: ﴿سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ
[630]
اتفق المتحدثون على الفتوة على أن أصلها من الفتى، وهو الشاب الحديث السن، قال
الله تعالى عن أهل الكهف: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
وَزِدْنَاهُمْ هُدىً﴾ (الكهف:13)، وقال عن قوم إبراهيم عليه السلام إنهم
قالوا: ﴿ سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾
(الانبياء:60)، وقال تعالى عن يوسف عليه السلام: ﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ
السِّجْنَ فَتَيَانِ﴾ (يوسف:36)، وقال: ﴿ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ
اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ﴾ (يوسف:62)
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 290