نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263
استنبط
بعض العلماء الكثير من معاني الآداب المرتبطة بها، سأذكرها لك، لا لذاتها، وإنما
للتعلم كيف تنهل الحقائق والقيم من القرآن الكريم.
وقد
قدم لذلك بقوله: (اعلم أن هذه الآيات تدل على أن موسى عليه السلام راعى أنواعاً
كثيرة من الأدب واللطف عندما أراد أن يتعلم من الخضر)، ومما ذكره من الآداب([565]):
1.
أنه جعل نفسه تبعاً له لأنه قال: ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ ﴾
2.
أنه استأذن في إثبات هذا التبعية، فإنه قال: هل تأذن لي أن أجعل نفسي تبعاً لك،
وهذا مبالغة عظيمة في التواضع.
3.
أنه قال: ﴿ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ ﴾ وهذا إقرار له على نفسه بالجهل
وعلى أستاذه بالعلم.
4.
أنه قال: ﴿ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ ﴾ وصيغة من للتبعيض فطلب
منه تعليم بعض ما علمه الله، وهذا أيضاً مشعر بالتواضع كأنه يقول له لا أطلب منك
أن تجعلني مساوياً في العلم لك، بل أطلب منك أن تعطيني جزءا من أجزاء علمك، كما
يطلب الفقير من الغني أن يدفع إليه جزءا من أجزاء ماله.
5.
أن قوله: ﴿ مِمَّا عُلّمْتَ ﴾ اعتراف بأن الله علمه ذلك العلم.
6.
أن قوله: ﴿ رَشَدًا ﴾ طلب منه للإرشاد والهداية والإرشاد هو الأمر
الذي لو لم يحصل لحصلت الغواية والضلال.
7.
أن قوله: ﴿ تُعَلّمَنِ مِمَّا عُلّمْتَ ﴾ معناه أنه طلب منه أن
يعامله بمثل ما عامله الله به، وفيه إشعار بأنه يكون إنعامك علي عند هذا التعليم
شبيهاً بإنعام الله تعالى عليك في هذا التعليم، ولهذا المعنى قيل: (أنا عبد من
تعلمت منه حرفاً)
8.
أن المتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير لأجل كونه فعلاً لذلك الغير، فإنا