responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 262

يصلح لصنف من الناس ما لا يصلح مع غيره، بل قد يكون نفس التصرف حسنة مع قوم سيئة مع غيرهم، كما نبه إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ﴾(النور:63)، فقد قيل في تفسيرها: قولوا يا رسول الله، في رفق ولين، ولا تقولوا يا محمد بتجهم.

وإلى ذلك الإشارة أيضا بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (الحجرات:3)، فقد أثنى الله تعالى على هؤلاء بهذا السلوك أمام رسول الله a.

وفي مقابل هؤلاء ورد ذم قوم أساءوا الأدب مع رسول الله a، بل نعتوا بعدم العقل، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾ (الحجرات:4)، وهذا يدل على أن الأدب يدل على كمال العقل.

وبناء على هذا دعا الله تعالى إلى التعامل مع كبار السن بحسب ما يقتضيهم حالهم، قال تعالى عن الوالدين، وهو يشمل غيرهما: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾ (الاسراء:23)، فمع أن الوصية بالوالدين عامة ومطلقة في القرآن الكريم إلا أنه خص الكبر بمزيد الإحسان، وضرورة القول الحسن لما تستلزمه هذه الفترة من ذلك.

وهكذا ذكر القرآن الكريم نماذج كثيرة لآداب الصالحين، منها آداب (عباد الرحمن) الذين بدأ الله تعالى وصفهم بقوله:﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً﴾ (الفرقان:63)، والتي يمكن أن يستنبط منها المجامع الكبرى للآداب مع الله تعالى ومع خلقه.

وهكذا ذكر القرآن الكريم آداب المتعلم في قصة موسى والخضر عليهما السلام، وقد

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست