نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
لأن
عالم الأمر عبارة عن شيء من الأشياء لا يكون للمساحة والتقدير طريق إليه) ([10])
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن كل التقلبات التي تحصل للإنسان، سواء في
جانبها الإيجابي أو جانبها السلبي مرتبطة بالقلب، كما ورد في الحديث عن رسول الله a أنه
قال: (ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله.
ألا وهى القلب) ([11])
وقال
الإمام علي يصف القلوب وتنوعها: (أعجب ما في الإنسان قلبه وله مواد من الحكمة،
وأضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أذلّه الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص،
وإن ملكه اليأس قتله الأسف، وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ، وإن سعد بالرضا نسي
التحفظ، وإن ناله الخوف شغله الحذر، وإن اتسع له الأمن استلبته الغرّة، وإن جدّدت
له النعمة أخذته العزة، وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع، وإن استفاد مالاً أطغاه
الغنى، وإن عضته فاقة شغله البلاء، وإن جهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط في
الشبع كظّته البطنة، فكل تقصير به مضرّ، وكل إفراط به مفسد)([12])
وقال
الإمام الصادق: (منزلة القلب من الجسد بمنزلة الإمام من الناس، الواجب الطاعة
عليهم، ألا ترى أنّ جميع جوارح الجسد شُرط للقلب وتراجمة له مؤدّية عنه: لأذنان
والعينان والأنف والفم واليدان والرجلان والفرج، فإنّ القلب إذا همّ بالنظر فتح
الرجل عينيه، وإذاهمّ بالاستماع حرّك أذنيه وفتح مسامعه فسمع، وإذا همّ القلب
بالشمّ استنشق بأنفه، فأدّى تلك الرائحة إلى القلب، وإذا همّ بالنطق تكلم باللسان،
وإذا همّ بالحركة سعت