نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17
وهكذا
الكفر ـ أيها المريد الصادق ـ والذي وصف الله تعالى به الإنسان؛ فإنه ـ عند صاحب
النفس الأمارة ـ كفر بالله، وبالحقائق، وتغطية لها، بينما هو عند صاحب النفس
المطمئنة كفر بما يخالف الحق، كما قال تعالى في الثناء على إبراهيم عليه السلام وأصحابه:
﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ
مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ
وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة:
4]
ولهذا؛
فإن صاحب النفس المطمئنة ـ أيها المريد الصادق ـ لن يخرج عن طبيعته الإنسانية،
وإنما يكتفي بتحريرها من كل تلك المثالب التي علقت بها وشوهتها، وقيدته بسببها.
هذا
جوابي على سؤالك ـ أيها المريد الصادق ـ وهو يتضمن أمهات الحقائق المرتبطة بالنفس
المطمئنة؛ فاسع لأن تحرر نفسك من تلك القيود التي تكبلها، وتنتكس بها عن حقيقتها،
لتعيش عالم الإنسان.. لا عالم الجماد والنبات والحيوان والشيطان.. فأنت أرقى منها
جميعا.
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17