وقد روي عن الإمام الصادق
في تفسير قوله تعالى عن يوسف عليه السلام: ﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ
نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ
رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾ [يوسف: 42]: (لم يفزع يوسف
عليه السلام في حاله إلى الله فيدعوه؛ فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: (يا
يوسف.. من أراك الرؤيا التي رأيتها؟).. فقال: (أنت يا ربي).. قال: فمن حببّك إلى
أبيك؟).. قال: (أنت يا رب).. قال: (فمن وجّه السيارة إليك؟).. قال: (أنت يا رب)..
قال: (فمن علّمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجاً؟).. قال: (أنت يا
رب).. قال: (فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجاً؟).. قال: (أنت يا رب).. قال: (فمن
انطق لسان الصبي بعذرك؟).. قال: (أنت يا رب).. قال: (فمن صرف كيد امرأة العزيز
والنسوة؟).. قال: (أنت يا رب).. قال: (فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟).. قال: (أنت يا
رب).. قال: (فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي؟.. وتسألني أن أخرجك من السجن،
واستعنت وأمّلت عبداً من عبادي ليذكر إلى مخلوق من خلقي في قبضتي ولم تفزع إليّ،
البثْ في السجن بذنبك بضع سنين بإرسالك عبداً إلى عبد)([301])
وما ذكره الإمام الصادق عن
يوسف عليه السلام لا يتنافى مع عصمته، بل يدل على تربية الله تعالى لأنبيائه عليهم
السلام، ليرتقي بهم في المراتب المستحقة لهم، والتي تجعلهم لا يلجؤون إلى الله،
ذلك أن ما قام به شيء عادي ومقبول من عوام الناس، لكنه يتنافى مع الكمال المخصص
للأنبياء.
ومن الأمثلة المقاربة ذلك
ما روي عن الإمام السجاد أنه قال يحدث عن نفسه: