نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
فالله
تعالى في هذه الآيات الكريمة بين أنه لم يكتف بأن يرسل الفداء العظيم لإبراهيم
عليه السلام، وإنما أضاف إليه أولئك الأولاد المباركين، الذين جعلهم الله تعالى
مكافأة على مسارعته لتنفيذ الأمر الإلهي.
وهكذا
كان حاله عندما أرادوا حرقه؛ فقد روي أن جبريل عليه السلام قاله له حينها: هل لك
من حاجة ؟.. فقال: أمّا إليك فلا، حسبي الله ونعم الوكيل، فجاءه ميكائيل فقال: إن
أردت أخمدت النار، فإنّ خزائن الأمطار والمياه بيدي، فقال: لا أريد.. وأتاه ملك
الريح، فقال: لو شئت طيّرت النار، قال: لا أريد، فقال جبريل عليه السلام: فاسأل
الله.. فقال: (حسبي من سؤالي علمه بحالي)([299])
وقد
ورد في الرواية عن الإمام الباقر أنه قال: (مرضت مرضا شديدا فقال لي أبي: ما
تشتهي؟ فقلت: أشتهي أن أكون ممن لا اقترح على الله ربي سوى ما يدبره لي، فقال لي:
أحسنت، ضاهيت إبراهيم الخليل صلوات الله عليه حيث قال له جبرائيل: هل من حاجة؟
فقال: لا أقترح على ربي، بل حسبي الله ونعم الوكيل) ([300])
إذا عرفت هذا ـ أيها
المريد الصادق ـ فاعلم أن الطريق الذي يجعلك تسلم لله تعالى تسليما مطلقا هو
معرفتك به، ويقينك برحمته ولطفه وكرمه وكل الصفات الدالة على إحسانه، والتي أثبتها
الواقع، ودل عليها.
ومن الأمثلة القرآنية على
ذلك ما ذكره الله تعالى عن نوح عليه السلام، وكيف أمره الله تعالى ببناء سفينة في
البر، وكيف سارع نوح عليه السلام لتنفيذ الأمر الإلهي، وقد كان في ذلك نجاته مع
المؤمنين به، على الرغم من سخرية قومه منه، قال تعالى: ﴿وَيَصْنَعُ
الْفُلْكَ