هذا جوابي على أسئلتك ـ
أيها المريد الصادق ـ فاسع لتهذيب نفسك وتزكيتها لتتحلى بعبوديتها لربها؛ فلن
تتحقق بكمالها الممكن لها إلا بقدر تحليها بتلك العبودية الشريفة التي تجعلها
مستعدة لكل المكارم.
ولن يعينك على ذلك مثل
اقترابك من تلك السرج المنيرة التي توفرت لها كل أركان العبودية؛ فصارت مرائي
صقيلة للحق، لا يمكن أن يعرف من دونها، ولا أن يسير إليه أحد من غير أن يتبعها،
كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
[آل عمران: 31]
فاسع ـ أيها المريد
الصادق ـ لأن تكون من السائرين خلف نبيك a، ومن دعا إلى الاهتداء
بهم من أئمة الهدى، واسع لئلا يسبقك إليهم أحد.. فالقرب منهم قرب من الله، ومحبتهم
محبة لله، ورضاهم رضا الله؛ فكن معهم، وإياك أن يغرك الأغيار؛ فتحجب عنهم، وبحجابك
عنهم تحجب عن الحق.. فالحق جعلهم هداة إليه، ولا يمكن لمن أعرض عن الهداة أن يصل
إلى شيء.
فاجعل كل جهدك لأن تشرب
من أحواض هديهم في الدنيا، لتسقى من نبع كوثرهم في الآخرة.
[526] إبراهيم بن مصطفى الموصلي، منظومة مع
شرحها في التصوف، ص 16.
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 419