نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 416
سألني لأعطينه، وإن
استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره
الموت، وأنا أكره مساءته) ([514])
فانظر ـ أيها المريد
الصادق ـ كيف أخبر رسول الله a عن تحول سمع العبد وبصره وغيرهما إلى سمع ربه
وبصره.. وذلك من غير حلول ولا اتحاد، وإنما هو انعكاس لربوبية الله تعالى على عبده
الذي آثره على غيره.. فالعبودية مرآة للربوبية.
وهذا ما اتفق عليه جميع
الحكماء الذين نزهوا الله تعالى عن الحلول والاتحاد، كما ذكرت لك ذلك في رسائل
سابقة، وهم متفقون على أن العبودية هي الشرف الأعظم للمؤمن، لأنه يتعامل فيها مع
ربه بتسلميه المطلق، ولذلك ينال فضله المطلق.
وقد قال بعضهم معبرا عن
ذلك: (رتبة العبودية هي أكمل الرتب وأعلاها، وأقربها من الله وأدناها وأعظمها
وسيلة إليه وأقواها وليس للخلق سواها)([515])
وقال آخر: (العبودية
بناؤها على ستة: التعظيم: وعنده الإخلاص.. والحياء: وعنده اضطراب القلب.. والمحبة:
وعندها الشوق.. والخوف: وعنده ترك الذنوب.. والرجاء: وعنده متابعة الرسول، والتخلق
بأخلاقه.. والهيبة: وعندها ترك الاختيار)([516])
وقال آخر: (أوصاف
العبودية أربعة هي: الفقر، والذل، والعجز، والضعف، والتحقق بها أن تراها لازمة لك،
فلا تنفك عن النظر إليها في حال من أحوالك)([517])
وقال آخر: (صفة
العبودية: ألا ترى لنفسك ملكاً، وتعلم أنك لا تملك لنفسك ضراً