نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 391
وقدرة وإرادة، وأخيرا
يفنى عن نفسه وعن العالم حوله ويبقى بالله بمعنى أنه لا يشهد في الوجود إلا الله)([447])
وقد اتفق هؤلاء جميعا
على أن حال البقاء أفضل، وأنه هو الحال الدائم، بخلاف الفناء الذي هو حالة مؤقتة
سرعان ما تزول، ويعود العبد إلى نفسه وإلى الكون، ولكن بتلك الرؤية الإيمانية
الجديدة، وقد قال بعضهم في ذلك: (وقوف العبد في مقام البقاء أفضل، لأن الله تعالى
ما أبقى العبد إلا ليفيض عليه من رحمته ونعمته ويشعر العبد بذلك فيحمده ويشكره،
ولا هكذا مقام الفناء، فإنه أشبه شيء بالعدم)([448])
وقال آخر: (أهل البقاء:
هم الكمل، يشهدون الذات في الصفات، والجمع في الفرق. لا يحجبهم جمعهم عن فرقهم،
ولا فرقهم عن جمعهم. يعطون كل ذي حق حقه، ويوفون كل ذي قسط قسطه)([449])
وقال آخر: (صاحب الفناء
له التلقي من الله، وصاحب البقاء له الإلقاء عنه.. وصاحب الفناء قد طمست دائرة حسه
وانفتحت حضرة قدسه، وصاحب البقاء باق بربه في حضرة قدسه وحسه.. وصاحب الفناء مدعو
إلى الله، وصاحب البقاء داع إلى الله، وهو محل الخلافة والنيابة مع الإذن
والتمكين، والرسوخ في اليقين، داع إلى الله على بصيرة من الله)([450])
وعلل بعضهم سر ذلك،
فقال: (مقام البقاء: هو مقام الملك بالله، وهو مقام خاصة الخاصة. وهو مقام الراحة
بعد الشقاء، والربح بعد الخسران. وهو مقام العبودية لله بلا علة،
[447] سليمان سليم علم الدين، التصوف الإسلامي،
ص 182.
[448] عبد الوهاب الشعراني، كشف الحجاب والران
عن وجه أسئلة الجان، ص 43، 44.