responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 35

تنبهر كل حين بعظمة خالقك وجلاله وجماله وكماله الذي لا حدود له؛ فالعقل السليم هو من يجد نفسه أمام المعارف الإلهية يردد كل حين وبانبهار شديد: (الله أكبر)

فالله أكبر من تصوراتنا وتعقلاتنا وتوهماتنا وأفكارنا وتأملاتنا..

والله أكبر من أن ينحصر في حيز محدود، أو أمد معدود، أو مكان أو زمان.

والله أكبر من أن تجري عليه القوانين التي تجري علينا، أو تحكمه السنن التي تقيدنا.

والله أكبر في ذاته وصفاته وكل ما يرتبط به.

وهكذا فإن الغاية من الخلق هي الرحلة إلى الله.. وهي رحلة لا تنتهي.. والحادي لها أشواق لا تنتهي، وحيرة لا تنتهي، كما عبر عن ذلك الشاعر العاشق، فقال:

زدني بفرط الحب فيك تحيُّرا ***   *** وارحم حشى بلظى هواك تسعَّرَا

وقد عبر العارفون على هذه الحقيقة الذوقية العظيمة، واعتبروها النهاية التي لا تنتهي، وقد قال بعضهم معبرا عنها: (الحيرة بديهة ترد على قلوب العارفين عند تأملهم، وحضورهم، وتفكرهم، تحجبهم عن التأمل والفكرة)([56])

وسئل بعضهم عن المعرفة: ما هي؟ فأجاب: (التَحَير، ثم الاتصال، ثم الافتقار، ثم الحَيَرةُ)

وقال آخر:

قد تحيَّرتُ فيك خذ بيدي ***   *** يا دليلاً لِمَنْ تحيَّر فيك

وقال آخر: (أعرف الناس بالله أشدهم تحيراً فيه)([57])

وقال آخر: (الحيرة في معرفته تعالى: هي عين الهداية، وليست كالحيرة التي هي عدم


[56] اللمع، ص 421.

([57]) أبو عبد الرحمن السلمي، طبقات الصوفية، ص 380.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست