responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 306

 

المبداوالمعاد

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن المبدأ والمعاد، والأسرار المرتبطة بهما، وعلاقتها بالنفس المطمئنة وسر رضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن حقائق المبدأ والمعاد، والتي تعود إلى اسم الله [المبدئ المعيد] من أعظم الحقائق جمالا، ولذلك تملأ العارفين بها بسطا وفرحا وسرورا، لأنهم يعلمون أن كل ما فاتهم في المبدأ قد يعوضونه في المعاد.

ومثال ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ مثال شخص قدر له في مرحلة معينة من عمره أن يسكن مضطرا مكرها بلدا من البلدان، بحكم الوظيفة التي وكلت له، والتي قد يكون تولاها غصبا عنه لضرورة الظروف التي يعيشها، وحاجاته المختلفة.

لكنه ـ وفي ظل تلك الأحوال الحزينة التي يمر بها ـ يقال له: نحن نقدر المرارات التي تعانيها في عملك، وفي هذا البلد، وفي الظروف الجديدة التي لا تتناسب مع طبيعتك.. لكننا نعدك إن استطعت أن تنجز ما كلفت به من أعمال بطريقة صحيحة؛ فإننا سننقلك إلى عمل آخر أفضل بكثير، وإلى مكان تكون أنت الذي تختاره، وبأجرة أنت الذي يحددها.

ثم يقال له بعد ذلك: فإن شئت أن تضيف إلى ما كلفت به من أعمال، وفي ظل الفترة الممنوحة لك، ما يزيد في قيمة الإنتاج ومردوديته؛ فإنك حينها ستتحول إلى رئيس أو مدير أو مسؤول في تلك الشركة التي تعمل فيها.. وحينها ستتجول في البلاد كما تشاء، ولن يكون لك مرتب فقط، وإنما ستخصص لك ميزانية تخدم كل مصالحك.

ثم يقال له بعد ذلك كله: فإن رفضت هذا العمل، أو قصرت فيه، أو سببت أي تلف في المعمل الذي تعمل فيه؛ فستحال إلى السجون والزنازن، وستقضي هناك ما بقي من

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست