responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 226

 

الجلال و الجمال

 

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عما وردت الإشارة إليه في النصوص المقدسة من صفات الجلال والجمال الإلهي، وحقيقتها، وأثر المعارف المرتبطة بها في النفس المطمئنة، وسر علاقتها برضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أنه لا يمكن تأسيس علاقة صحيحة مع الله تعالى من دون التعرف عليه بحسب الواقع الذي وصف نفسه به، لا بحسب ما تشتهيه الأنفس، أو ترغب فيه الأهواء.. فالأهواء لا يمكنها أن تغير الحقائق، ولا أن تبدل الواقع.

وعندما نرجع إلى النصوص المقدسة، ومثلها عندما ننظر إلى عوالم الآفاق والأنفس، نجد ما يسمى [الجلال والجمال] واضحا متجليا في كل شيء، ولهذا تمر نفوسنا بأحوال مختلفة؛ فنحن نفرح للربيع وأزهاره وثماره، فنمتلئ أنسا وراحة وسعادة، وهذا ما يطلق عليه وصف [الجمال].. كما أننا نمتلئ هيبة من الصواعق والزلازل والبراكين، وكل ما نخاف أن يصيبنا بالأذى، وهو ما يطلق عليه [الجلال]

وكلا الأمرين قد يتواردان على نفوسنا في محل واحد؛ فنشعر بالجمال في نفس الوقت الذي نشعر فيه بالجلال، لأن الجمال لا يناقض الجلال، وإنما يكمله.

ولهذا إن رأينا رحيما حنونا لطيفا شعرنا في نفوسنا بجماله، وامتلأنا أنسا به، لكنه إن قُهر وظُلم وأوذي، ولم يستطع أن يدافع عن نفسه، أثر فينا ذلك، وتمنينا لو اختلط جماله ببعض الجلال الذي يحميه، ولذلك كان الكمال في اجتماع كلا الوصفين.

ولذلك كان الذين يكتفون من الله تعالى بأوصاف الجمال دون الجلال واقعين في أوهام كثيرة، أخطرها عدم تعظيمهم لله تعالى، أو توقيره حق توقيره، كما قال تعالى: ﴿مَا

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست