نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 224
وغيرها من النصوص المقدسة الكثيرة التي ترد كل ما ذكره أولئك المرجئة
الذين راحوا يبدلون الكلم عن مواضعه، ويضعون العقائد البديلة عن العقائد التي وردت
في الوحي المعصوم المقدس.
وعلى هذا المنهج سار أئمة الهدى، الذين هم الورثة الحقيقيون للنبوة
والكتاب؛ فقد وردت عنهم النصوص الكثيرة المحذرة من عذاب الله، بل ورد عنهم ما يدل
على خوفهم منه مع ما آتاهم الله من التقوى والصلاح.
وكمثال على ذلك ما قاله الإمام الحسين ـ سيد شباب أهل الجنة ـ في دعاء
يوم عرفة، فقد قال: (يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم
الراحمين، صل على محمد وآل محمد، وأسألك اللهم حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني
ما منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسألك فكاك رقبتي من النار) ([274])
فانظر ـ أيها المريد الصادق ـ إلى هذا الذي اجتمعت له الولاية بكل
أركانها، وكان فوق ذلك سبط النبي a، وقدم كل التضحيات في سبيل الله، ولكنه مع ذلك سأل الله تعالى أن
ينجيه من العذاب.. فقارن بين هذا الولي الذي لا شك في ولايته.. وبين أولئك المدعين
الذين يسخرون من عقوبات الله، ويستهزئون بوعيده، ويتوهمون أن كشفهم وشهودهم أعظم
صدقا من وحي الله، المنزل على خير خلقه.
فإن شككت في الدعاء والرواية التي وردت به، فاقرأ قوله تعالى في وصف خيرة
خلقه الذين سماهم [عباد الرحمن]: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ
يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا
سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ
عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
[274] من دعاء الإمام الحسين في عرفة، إقبال الأعمال ص: 52.
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 224