نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 22
وقال في حركات الأفلاك الروحانية: (لهذه
الأفلاك الروحانية حركات.. حركة معرفة عيوب النفس المسارعة إلى الخيرات.. وحركة
فلك اتقاء الآفات المسابقة إلى مجالس العلماء.. وحركة فلك ترتيب المعاملات
المبادرة إلى معرفة الأوقات.. وحركة فلك محافظة الحدود المجاراة إلى الوفاء
بالعهود.. وحركة فلك موازين الأعمال الإنهاض إلى محاسبة النفس.. وحركة فلك التدبير
الاستعداد إلى التلاوة بتفريغ الخواطر.. وحركة فلك المعرفة دوام الإخلاص)([23])
وقال في الفلك الذي يسمونه [الفلك الأطلس]: (الفلك الأطلس: وهو فلك البروج.. ولا
كوكب فيه متماثل الأجزاء مستدير الشكل لا تعرف لحركته بداية ولا نهاية وماله طرف
بوجوده حدثت الأيام السبعة والشهور والسنون ولكن ما تعينت هذه الأزمنة فيه إلا بعد
ما خلق الله في جوفه من العلامات التي ميزت هذه الأزمنة وما عين منها هذا الفلك
سوى يوم واحد وهي دورة واحدة عينها مكان القدم من الكرسي فتعينت من أعلى فذلك
القدر يسمى يوماً)([24])
وقال آخر في الفلك الذي يسمونه [فلك الثوابت]: (هو آخر الأفلاك التي
خلقها الله تعالى للبقاء، فلا تفنى ولا تهلك صورها، سطحه أرض الجنة، ومقعره سقف
النار جهنم، وفيه الكواكب الثابتة، وهو بما احتوى عليه من السماوات والأرضين في
الفلك الأطلس، كحلقة ملقاة في أرض فيحاء، وفيه قوة ما فوقه الأطلس والكرسي والعرش،
لأنه مولد عنهم.. وهكذا كل مولد فإنه يجمع حقائق ما فوقه، حتى ينتهي إلى الإنسان،
فيجتمع فيه قوة جميع العالم. فإن كان إنساناً كاملاً جمع مع ذلك الأسماء الإلهية،
بكمالها، ويسمى هذا
[23] ابن عربي، مواقع النجوم ومطالع أهلة
الأسرار والعلوم، ص 40.