نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 21
وهل النجوم سائرة تسري
في السماء أم ساكنة والسماوات دائرة بما فيها؟ وقليل من يكاشف بما الأمر عليه في
نفسه)([21])
فهذا العلم اكتفى القرآن الكريم بالإشارة إلى بعض الحقائق المرتبطة به،
كقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [الأنبياء: 33]، ثم ترك الأمر
بعد ذلك للعلماء باستعمال وسائلهم للبحث فيه.. مع العلم أن تفاصيله لا علاقه لها
بالتزكية ولا بالترقية، ولا بالمعرفة الإلهية، ذلك أنها كلها تنبع من قدرة الله
المطلقة التي لا حدود لها.
ولكن مع ذلك نجد للأسف من ذكر الكثير من المعارف المرتبطة بهذا الجانب،
والتي يذكر أنه تلقاها عن طريق الكشف، وكان في إمكانه أن يكتفي بالاحتفاظ بها
لنفسه لعدم قدرته على إثباتها لغيره، لكنه لم يفعل، وراح يشغل أوقات السالكين
بعلوم لا دليل عليها من النقل ولا من العقل ولا من العلم.
ومن الأمثلة على ذلك خوض بعضهم في تاريخ الأفلاك ونشأتها، مع أن الله
تعالى قال: ﴿مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا
خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الكهف: 51]
لكن هؤلاء أبوا إلا أن يفصلوا في تلك التواريخ، وكأنهم رأوها رأي العين،
وقد قال بعضهم في ذلك: (لما كمل الكرسي واستقر فيه الملأ الأمري، أحال أنوار السبعة
الأعلام فكان عنها السبع الطرائق متماسة الأجرام جعلها سقفاً مرفوعاً لمهاد سيكون
إذا توجه عليه الأمر بقوله تعالى: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس: 82]
وكواكبها منتهى الأشعة في الخلا على الاستيفاء فسقطت الأنوار، وتجارت وانتشأت
الأفلاك)([22])
[21] عبد الوهاب الشعراني، الأجوبة المرضية عن
الفقهاء والصوفية، ص 14 (بتصرف)