نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 199
والتي لم يكن ليعلمها رسول الله a لولا إعلام الله، قال
تعالى:﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ
تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ
لِلْمُتَّقِينَ﴾ (هود:49)، وقال:﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ
نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ
يَمْكُرُونَ﴾ (يوسف:102)، وقال:﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ
نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ
يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ (آل
عمران:44)
ومن هذا الإطلاع ما أخبر عنه رسول الله a أمته من النبوءات الغيبية، والمقصد
منها إثبات نبوته لكل الأجيال من جهة، وتنبيه أمته لما تفعله عند نزول تلك الفتن
من جهة أخرى.
لكن هذا النوع من الغيب الذي يطلع الله تعالى عليه بعض خلقه لبعض الحاجات
علم محدود مرتبط بالتدابير التي تتطلب الاطلاع على هذا الغيب، أما ما عدا ذلك فهو
مما استأثر الله بعلمه.
وقد عبر القرآن الكريم عن بعض هذا المستأثر بعلمه بكونه (مفاتيح الغيب)،
فقال تعالى:﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا
يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (الأنعام:59)
وكل هذه المعاني ـ أيها المريد الصادق ـ تملأ المؤمن بالرضا والتسليم
لله، وفي نفس الوقت تملؤه بالحركة الإيجابية نحو كل الأعمال الصالحة، ذلك أنه لا
يهتم بما حجب عنه من الغيوب، وإنما يهتم بإصلاح ما في نفسه من العيوب، كما قال بعض
الحكماء: (تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب)
ولهذا وصف الله تعالى المؤمنين بالإشفاق من الآخرة، فقال تعالى:﴿
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 199