responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 192

وما فينا إلا نائم إلا رسول اللّه a يصلي تحت شجرة ويبكي حتى أصبح([241])

وفي يوم المعركة كان رسول الله a لا يكف عن الدعاء، مع يقينه بنصر الله، فعن ابن عباس: أن رسول الله a قال وهو في قبة يوم بدر: (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ لاتعبد بعد اليوم)([242])

ولتفقه هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وسره؛ فإن عليك أن تعرف أن الأقدار الإلهية نوعان:

المقادير الأبدية:

أما النوع الأول، فهو المقادير الأبدية المستمدة من علم الله وخبرته بالأشياء قبل وجودها، فالله تعالى يعلم كل شيء، وفي كل الأحوال، ولا يحتاج لتحقق الشيء حتى يعلمه، بل هو يعلم ما كان وما يكون أزلا وأبدا، ولو أنه لم يكن كذلك لكان علمه مفتقرا لخلقه، والله غني عن الفقر بكل وجوهه.

وهذا النوع من المقادير لا تغيير فيها ولا تبديل، والكتب التي تضمنها كتب وصفية لما يحدث، أو تدبيرية لما يحدث، وهي مما استأثر الله بعلمه، وقد يطلع على بعضه من شاء من خلقه.

وقد سمى الله تعالى الكتاب الحاوي لهذا النوع من المقادير [أم الكتاب]، فقال: ﴿ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد:39)، وهي تدل في اللغة تدل على الأصل الذي يُرجع إليه، فالعرب تسمي كل جامع أمراً أو مقدم لأمر (أُمّاً)، ولهذا سميت الفاتحة أم الكتاب، كما قال a عنها:(الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثانى)([243])

وسميت الآيات المحكمات التي لا تغيير فيها ولا تبديل، والتي يرجع إليها عند


[241] رواه أبو يعلى والبيهقي في الدلائل.

[242] رواه البخاري والنسائي.

[243] رواه أبو داود والترمذي.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست