نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 116
فلان غدا إن شاء الله، وهذا مصرع فلان إن شاء الله)، وقال في بعض
أسفاره:(إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم ثم إنكم تأتون الماء غدا إن شاء الله)، وقال
في زيارة المقابر:(وإنا إن شاء الله بكم لاحقون)([169])
بل قد ورد في النصوص المقدسة ما يدل على أثر التقصير في رد المشيئة إلى الله
تعالى من عدم تحقق المطالب، كقوله تعالى عن أصحاب الجنة الذين أقسموا ليجذن ثمرها
ليلاً، لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل، ولا يتصدقوا منه بشيء:﴿ وَلا
يَسْتَثْنُونَ ﴾ (القلم:18)، أي فيما حلفوا به، بأن يقولوا: إن شاء الله،
ثم قال بعدها مباشرة:﴿ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ
نَائِمُونَ﴾ (القلم:19)، أي أصابتها آفة أهلكتها.
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاحذر أن تكون كأولئك المشركين
الذين تعللوا بإرادة الله تعالى على اقتحام المعاصي، وقالوا: ﴿ لَوْ شَاءَ
الله مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا
حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [النحل: 35]، وقالوا: ﴿ لَوْ
شَاءَ الله مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ﴾
[الأنعام: 148]
فهؤلاء أصحاب جدل ومشاغبون، وهم يكذبون على أنفسهم، لأنهم لو آمنوا
بإرادة الله تعالى النافذة، لآمنوا قبلها ومعها بأوامره الحكيمة، وشريعته العادلة،
ولوحدوه بالعبادة، ولتركوا تلك الأصنام التي سلموا أمورهم إليها.
وهم في ذلك يشبهون ذلك الأستاذ الذي شرح لتلاميذه كل الدروس، وعلمهم كل
العلوم، وأقام عليهم الحجة في ذلك.. ثم أخبرهم أن هناك امتحانا ينتظرهم، وهم أحرار
فيه.. فمن بذل جهده، فلنفسه، ومن قصر فعليها.. وأن تقصيرهم أو نجاحهم لن يضره
شيئا، بل الضرر أو النفع المجرد سيكون لهم وعليهم.
وبدل أن يكون هذا التنبيه محذرا ودافعا لهم إلى الاجتهاد والبذل، راحوا
يفهمون ما