نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 589
دليل على تأثيرها في تزكية
أنفسهم، وكونهم يستحقون بذلك الترقي في معارج الكمال المتاحة لهم؛ فما كان الله
تعالى ليباهي بمن لم يكونوا كذلك.
ومن تلك الأحاديث ما ورد في فضل الذكر مطلقا؛ لأنها
تشمل جميع الصيغ والهيئات، ومنها قوله a: (سبق المفردون)،
قالوا: وما المفردون؟ يا رسول الله، قال: (الذاكرون الله كثيرا، والذاكرات) ([1186])
وقال
a:
(ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من
إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا
أعناقكم؟) قالوا: بلى، قال: (ذكر الله تعالى) ([1187])
مجالس التذكير:
أما المجالس الثانية ـ أيها المريد
الصادق ـ فتشير إليها الأحاديث السابقة، ذلك أن كل ذكر جماعي لا يخلو من المواعظ
والتذكيرات، ولذلك قرن رسول الله a بين القراءة
الجماعية للقرآن الكريم، والتدارس، فقال: (ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله
يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم
الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)([1188])
بالإضافة
إلى ذلك؛ فإن كل ما ورد في فضل المواعظ ينطبق عليها، ذلك أن المواعظ لا تكون عادة
إلا من جهة خارجية.
فأعر
سمعك لها ـ أيها المريد الصادق ـ واستفد منها، ولا يضرك إن كان الواعظ