نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56
ففي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (إن لله ملائكة يطوفون
في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرن الله تنادوا: هلموا إلى
حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا)([66])
وكيف لا تكون مجالس الذكر كذلك، والإنسان في حرز من الشيطان ما دام في ذكر الله،
قال a: (وآمركم أن تذكروا الله تعالى؛ فإن مَثَلَ ذلك مَثَلُ رجل خرج
العدو في أثره سراعًا، حتى إذا أتى إلى حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا
يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله)([67])
وهكذا
يظل في حفظ الله ما دام يذكره في أي محل يحل به، قال a: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله
تعالى عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم
يذكر الله تعالى عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى
عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء)([68])
وقال:
(من قال إذا خرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله،
يقال له حينئذ: كفيت ووقيت وهديت، وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك
برجل قد هدي وكفي ووقي)([69])
وقال: (من قال في يوم مئة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك
وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كانت له حرزًا من الشيطان حتى يمسي)([70])