responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55

وفي حديث آخر قال a: (من قال: سبحان الله وبحمده؛ غُرست له نخلة في الجنة)([64])

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تذكر لي ـ تعقيبا على هذه الأحاديث ـ ما يذكره بعضهم من زهده في الجنة، وأن مطلبه الله تعالى؛ فطلبك لله تعالى لا يزهدك في الجنة، بل يجعلك أكثر حرصا عليها.

فهي الدار التي يجتمع فيها الأنبياء والأولياء والمقربون والصالحون.. وتمتلئ جنباتها بالملائكة الذاكرين المسبحين.. فهل يمكن لامرئ أن يزهد في دار تمتلئ بهم، وهي سكن لهم، وهو الذي يسير في الدنيا المسافات الطويلة ليزور مشاهدهم، ويتبرك بآثارهم.. فهل يمكن لمن يتبرك بآثارهم في الدنيا، أن يزهد في الدار التي تجمعه بهم في الآخرة.

ولذلك انظر إلى الجنة بهذا الاعتبار، فهي دار الذاكرين والصالحين، وهي مسجد الله الأعظم الذي تعقد فيه كل ألوان الحلق التي يذكر فيها الله، ويتقرب فيها إليه.. فهل يمكن لأحد يدعي الزهد أن يزهد في مساجد الله، وفي صحبة أولياء الله.

بل إن الزاهد الحقيقي هو الذي لا يكتفي بجنة الآخرة، وإنما يسعى ليحول دنياه إلى جنة بعمارتها بذكر الله، فقد ورد في الحديث أن رسول الله a خرج على أصحابه، فقال لهم: (يا أيها الناس! ارتعوا في رياض الجنة)، فقالوا: يا رسول الله! وما رياض الجنة؟ قال: (مجالس الذكر)، ثم قال: (اغدوا وروحوا واذكروا، فمن كان يجب أن يعلم منزلته عند الله؛ فلينظر كيف منزلة الله تعالى عنده، فإن الله تعالى ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه)([65])

وكيف لا تكون مجالس الذكر مجالس من الجنة، وهي محفوفة بالملائكة مثل الجنة،


[64] الترمذي (3464)

[65] الحاكم (1/671 رقم 1820)

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست