نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 487
بعدها بأصناف الغرور.. فالله تعالى لم
يخلقك لتعبث بك الأهواء، وإنما خلقك لتؤدي ما عليك من وظائف.
وقد
قال بعضهم معبرا عن الفرق بين ما يقوله الحكماء المريدون لله، وبين المدعين، فقال:
(المريد يدعوك إلى الصدق فى المعاملة، والمدعى يدعوك إلى الصد عن المحاسبة، لأن
حال المريد الخوف، والحزن والحذر، وحال المدعى الأمن، والاغترار) ([1032])
و
قال: (لما أهملوا أمر اللّه عز وجل أسلموا إلى عباده، ولما تركوا المحاسبة لأنفسهم
عموا عن عيوبهم، فكانت عقوبة الخذلان التعلق بالخلق دون اللّه عز وجل، وكانت عقوبة
الترك للرعاية رجوعهم إلى الخب، والحيل، والتدابر، والتقاطع فيما بينهم، والتدابر،
والتحاسد) ([1033])
وقد
روي من محاسبة الصالحين لأنفسهم أن بعضهم قال يوما لوالدته: يا والدتي، أقسم عليك
هل تناولت شيئا من الحرام بسببي أيام كنت ترضعيني؛ فإني لا آمن أن يكون قد وصل إلى
قلبي شيء من ذلك، وأنا لا أعلم، فيحجبني ذلك عن ربّي؟ فقالت له أمه: لا أذكر إلا
أني دخلت يوما إلى بعض جيراننا وأنت في حجري، فأخذت قارورة دهنهم، فدهنت رأسك، ولم
أعلمهم، ويوما آخر كحلتك بكحلهم ولم أستأذنهم، فقال الصالح: (إن اللّه تعالى يحاسب
عباده على مثقال ذرة، ألا ترين إلى قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ
ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، وهذا أعظم
من ذرة، فأخشى أن يقطعني عن ربّي، ثم قام، وسأل عن القوم، وطلب ورثتهم، فاستحلّ
منهم لنفسه
[1032] الأنوار في علم
الأسرار ومقامات الأبرار (ص: 21)
[1033] الانوار فى علم
الاسرار ومقامات الابرار، ص: 133
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 487