ومنها
أن ينوي انتظار الصلاة بعد الصلاة، فيكون في جملة انتظاره في الصلاة، كما قال a: (ألا
أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدّرجات؟) قالوا: بلى يا رسول
الله!. قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصّلاة
بعد الصّلاة. فذلكم الرّباط)([30])
ومنها
أن ينوي التفرغ للتأمل والتفكر والتدبر، وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه
قال: (تفكر ساعة خير من قيام ليلة) ([31])، وقال: (تفكر ساعة خير من
عبادة ستين سنة) ([32])
ومنها
نية التجرد لذكر الله أو لاستماع ذكره، وللتذكر به، أو يقصد إفادة العلم بأمر
بمعروف ونهي عن منكر، أو يستفيد أخا في الله.. وغيرها كثير.
وقد
أشار الإمام علي إلى كل ذلك وغيره، فقال: (من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان:
أخا مستفادا في الله، أو علما مستطرفا، أو آية محكمة، أو يسمع كلمة تدلّه على هدى،
أو كلمة تردّه عن ردى، أو رحمة منتظرة، أو يترك ذنبا خشية أو حياء)([33])
وهكذا
يمكن أن تتحول المباحات إلى طاعات بالنية الطيبة، ومن الأمثلة التي ذكرها بعض
الحكماء على ذلك التعطر والتطيب، والذي هو حظ من حظوظ النفس، فقد قال: (اعلم أن من
يتطيب مثلا يوم الجمعة، وفي سائر الأوقات، يتصور أن يقصد التنعم بلذات