نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 372
الفقراء
والمساكين وغيرهم، وإنما يسلمونه لله تعالى، كما ورد في الحديث عن رسول الله a أنه
قال: (ما تصدق
أحدٌ بصدقة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت
تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله)([754])
وفي
رواية: (حتى
إن اللقمة لتصير مثل أحد،
وتصديق ذلك في كتاب الله ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ
التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ الله هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [التوبة: 104] ﴿يَمْحَقُ الله الرِّبَا
وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَالله لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾
[البقرة: 276])([755])
وقال
الإمام الباقر: (قال الله تبارك وتعالى: أنا خالق كلّ شيءٍ، وكلت بالأشياء غيري
إلا الصدقة، فإني أقبضها بيدي.. حتى أنّ الرجل أو المرأة يتصدّق بشقة التمرة،
فأربيها له كما يربي الرجل منكم فصيله وفلوه، حتى أتركه يوم القيامة أعظم من أُحد)([756])
وبذلك؛
فإن المنفق المخلص يشعر أنه يعطي المال لصاحبه وهو الله تعالى، ثم يعيد الله تعالى
ذلك المال على المستحق منّا منه وكرما.. وبذلك يشعر أن الله تعالى هو الذي أعطى
الفقير، لا يده، ولا حوله، ولا قوته..
وهذا
ما دل عليه القرآن الكريم؛ فالله تعالى اعتبر إنفاق المنفقين قرضا منهم له، قال
تعالى: ﴿إِنْ تُقْرِضُوا الله قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾ [التغابن: 17]