نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 311
غيرالله)، فقال السائل: فلم جعل ركعة
وسجدتين؟ فقال الإمام: (لأن الركوع من فعل القيام، والسجود من فعل القعود، وصلاة
القاعد على النصف من صلاة القائم، فضوعف السجود ليستوي بالركوع، فلايكون بينهما
تفاوت لان الصلاة إنما هي ركوع وسجود)
([604])
ومن
تلك الأسرار ما عبر عنه بعض الحكماء، فقال ـ مخاطبا مريدا له ـ: (وأمّا الركوع والسجود؛ فينبغي
أن تجدّد عندهما ذكر كبرياء الله وترفع يديك مستجيرا بعفو الله من عقابه، ومتّبعا
سنّة نبيّه a، ثمّ تستأنف له ذلّا وتواضعا بركوعك، وتجتهد في ترقيق قلبك وتجديد
خشوعك، وتستشعر ذلك عزّ مولاك واتّضاعك وعلوّ ربّك، وتستعين على تقرير ذلك في قلبك
بلسانك، فتسبّح ربّك وتشهد له بالعظمة وأنّه أعظم من كلّ عظيم وتكرّر ذلك على قلبك
لتؤكّده بالتكرار، ثمّ ترتفع من ركوعك راجيا أنّه راحم ذلّك وتؤكّد الرّجاء في
نفسك بقولك: (سمع الله لمن حمده) أي أجاب الله لمن شكره، ثمّ تردف ذلك بالشكر
المتقاضي للمزيد فتقول: (الحمد لله ربّ العالمين) ([605])
وذكر
حكيم آخر الدرجات المختلفة في الركوع، والتي تختلف باختلاف منازل السائرين إلى
الله، فقال: (الركوع ـ عند الخاصة ـ عبارة عن الخروج من منزل القيام بالأمر
والاستقامة في الخدمة المستلزم للدعوى عند أهل المعرفة وللخيانة والجناية عند أهل المحبّة،
والدخول في منزل الذّل والافتقار والاستكانة والتضرع منزل المتوسطين.. وعند أصحاب
القلوب عبارة عن الخروج عن مقام