نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 310
مستبعدا،
ذلك أن القارئ للقرآن الكريم أثناء قيامه للصلاة تنكشف له الحجب بتدبره له، ولذلك
يهوي راكعا تعظيما لتلك التجليات التي حصلت له بالقراءة.
وهذا
ما يشير إلى أن الصلاة معراج المؤمن، ولذلك شرفها الله تعالى بأنها شرعت أثناء
المعراج، وفي تلك المحال المقدسة، لتبين أن بإمكان المؤمن أن يرتقي بروحه إلى تلك
الدرجات في حال التزامه بها.
ومن
المعاني التي ذكرت في أسرار الركوع ما روي عن الإمام الصادق أنه قال: (لا
يركع عبد لله ركوعا على الحقيقة إلّا زيّنه الله تعالى بنور بهائه وأظلّه في ظلال
كبريائه وكساه كسوة أصفيائه، والرّكوع أوّل والسجود ثان، فمن أتى بمعنى الأوّل صلح
للثاني، وفي الرّكوع أدب وفي السجود قرب، ومن لا يحسن الأدب لا يصلح للقرب، فاركع
ركوع خاضع لله عزّ وجلّ بقلبه متذلّل وجل تحت سلطانه، خافض له بجوارحه خفض خائف
حزن على ما يفوته من فائدة الراكعين، وحكي أنّ ربيع بن خثيم كان يسهر باللّيل إلى
الفجر في ركعة واحدة فإذا هو أصبح يزفر وقال: آه سبق المخلصون وقطع بنا. واستوف
ركوعك باستواء ظهرك وانحطّ عن همّتك في القيام بخدمته إلّا بعونه، وفرّ بالقلب من
وساوس الشيطان وخدائعه ومكايده، فإنّ الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعهم له،
ويهديهم إلى أصول التواضع والخضوع والخشوع بقدر اطّلاع عظمته على سرائرهم) ([603])
ومن
المعاني التي ذكرت في أسرار الركوع ما روي عن الإمام الرضا جوابا على من سأله عن سر كون التسبيح في الركوع والسجود دون القراءة، فقال: (لعلل منها أن
يكون العبد مع خضوعه وخشوعه وتعبده وتورعه واستكانته وتذلله وتواضعه وتقربه إلى
ربه مقدسا له ممجدا مسبحا معظما شاكرا لخالقه ورازقه، فلا يذهب به الفكر والأماني
إلى