responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 306

الرکوع و السجود

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الركوع والسجود، وسرهما، وعلاقة حركات الجسد المرتبطة بهما بالتزكية والترقية، وسر ما ورد قوله عندهما من أذكار وأدعية، وهل يمكن أن يؤتى بهما منفصلين عن الصلاة، مثلما يؤتى بالأذكار والأدعية والتلاوة؟

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الله تعالى أخبر أن الركوع والسجود من المدارس الروحية التي فرضها على الملل جميعا، وذلك ما يدل على كونهما والأسرار التي يحملانها من ضرورات التزكية والترقية.

والعاقل هو الذي لا يكتفي بأدائهما المجرد عن معرفة المقاصد المرتبطة بهما، وإنما يسأل عن ذلك، ويبحث عنه، ويعلم أن الله تعالى ما كلفه بذلك إلا رحمة به، وتربية له.

وأول تلك المقاصد ـ أيها المريد الصادق ـ هي التسليم لله.. فالراكع والساجد يقول لربه: كما أن روحي ونفسي وعقلي بين يديك.. فمثل ذلك جسدي هو بين يديك.. يتحرك كما طلبت، حتى ولو لم يكن مدركا لسر الحركة؛ فيكفيه أن تكون أنت الذي طلبت منه أن يفعلها.

وهذا ما يحمي العاقل من ذلك الشغب والجدل الذي يتوهم به المتعالمون على الله أن بإمكان عقولهم المحدودة أن تدرك الحقائق جميعا.. وشتان بينهم وبين ذلك.

وثاني تلك المقاصد ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعلم أن الله تعالى برحمته ولطفه بعباده أتاح لهم أن يصلحوا بواطنهم بحركات وأعمال يؤدونها بجوارحهم، ولذلك شرع من الحركات والأعمال المرتبطة بها ما ييسر على الباطن السير في طريق الصلاح.

ومن ذلك ـ مثلا ـ تشريعه للدعاء رفع اليدين، كما بين ذلك رسول الله a بقوله:

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست