نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 195
34، 35]
وقال
عن رسوله a: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى
الله ذَلِكُمُ الله رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾
[الشورى: 10]
ولهذا
أمر الله تعالى باتباع سبيل المنيبين الذين لا يغفلون عن الله أبدا، قال تعالى: ﴿وَإِنْ
جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا
تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ
أَنَابَ إِلَيَّ﴾ [لقمان: 15]
وهذه
الآيات جميعا تشير إلى أن الإنابة وما يتبعها من الاستغفار، صفة راسخة في نفوس
أصحاب النفوس المطمئنة تدعوهم إلى العودة في كل الحين إلى ربهم، ومن غير أي فاصل
زمني يتدخل فيه الهوى أو الشيطان.
بخلاف
غيرهم من أصحاب النفوس اللوامة، والذين قد يحتاجون إلى أنواع المجاهدات حتى تتحول
الإنابة فيهم إلى صفة راسخة..
ذلك
أن الصفات الراسخة يحتاج تثبيتها إلى مجاهدة وزمن وحرص وصفات كثيرة.. فالشاعر لا
يمكن اعتباره شاعرا بكتابته لقصيدة أو قصيدتين، وإنما يسمى كذلك بعد أن ترسخ فيه
ملكة الشعر، وبعد القصائد الطويلة التي يكتبها، والتي تجعل الشعر هينا لينا سهلا
لا يحتاج إلى معاناة لكتابته.
ولهذا
أخبر رسول الله a أن الصدق قد يبدأ اجتهادا وتكلفا، لكن بالإدمان عليه، والاستمرار
في الحرص عليه يتحول إلى صفة راسخة، لا يستطيع صاحبها الكذب أبدا، قال a: (عليكم
بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى
الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن
الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 195