responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 194

الانابه و الاستغفار

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الإنابة والاستغفار، وسر ما ورد في فضلهما في النصوص المقدسة، وهل يمكن اعتبارهما من منازل النفس المطمئنة، أم من مناهج سير النفس اللوامة؟

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن كل منازل النفس المطمئنة يمكن اعتبارها مناهج للنفس اللوامة.. والفرق بينهما أن صاحب النفس المطمئنة يكون مطمئنا مستقر الحال، قد ثبتت فيه تلك الصفات، وأصبحت جزءا منه، لا يستطيع الفكاك منها، ولا تستطيع الفكاك منه، بينما صاحب النفس اللوامة يجاهد نفسه لتحصيلها، وهو لذلك حريص على بقائها، خائف من نفورها.

وكمثال على ذلك ما طلبت مني الحديث عنه من الإنابة والاستغفار.. فقد وصف الله تعالى بالإنابة خير خلقه، وهم رسله عليهم الصلاة والسلام، فقال عن إبراهيم عليه السلام: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ [هود: 75]

وقال عن شعيب عليه السلام: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِالله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [هود: 88]

وقال عن داود عليه السلام: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: 24]

وقال عن سليمان عليه السلام: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [ص:

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست