responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 182

الافتقار و الاضطرار

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الافتقار والاضطرار اللذين يتحدث عنهما علماء التربية والتزكية كثيرا، ويعتبرون أنهما من المناهج التي لا يمكن لأحد أن يتخلص من رعونات نفسه، أو يصل إلى الله من دونها، ولذلك يلقبون السالك بالفقير إلى الله؛ فلا يكتفون بكونه مريدا لله، حتى يضموا إليها افتقاره إلى الله.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن هذا المعنى ليس من إبداع علماء التزكية والترقية، ولا من المناهج التي سنوها لأنفسهم، وإنما هو منهج قرآني لا يمكن لمن يريد السير إلى الله إلا أن ينتهجه؛ فلا يمكن أن يكون السالك مريدا لله، ما لم يشعر بفاقته وفقره إلى الله.. فالفقر هو الذي يولد الإرادة، وينهض الهمة، وهو الذي يجعل السالك في حركة دؤوبة لطلب الكمال؛ فإن شعر بالكفاية، واستغنى، توقف سيره، وتوقفت حركته، وتوقف معهما كماله.

وحين يتوقف الكمال يبدأ النقص، ويبدأ معه الانحدار، والنزول إلى أسفل سافلين، ذلك أنه لا ثبات في الكون، بل كل ما في الكون بين حالين إما الصعود، وإما النزول، ومن توقف عن الصعود، فسيجد نفسه نازلا، شعر أو لم يشعر.

وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ [التوبة: 60]، فهي تشير إلى أن قانون الصدقات واحد؛ فكما أنه لا يعطى من مواهب الدنيا إلى من أظهر فقره وحاجته، فكذلك مواهب الآخرة وكمالاتها لا تعطى إلا لمن أبدى ذلك.

ولا يتوقف ذلك على مواهب الآخرة، بل إن الله تعالى أخبر أن مواهب الدنيا مرتبطة بالشعور بالافتقار، كما قال تعالى عن قانون النصر: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست