ومن
أدعيته في هذا قوله: (إلهي وعزتك وجلالك وعظمتك، لو أني منذ بدعت فطرتي من أول
الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة في كل طرفة عين سرمد الابد بحمد الخلائق
وشكرهم أجمعين لكنت مقصرا في بلوغ أداء شكر أخفى نعمة من نعمتك علي، ولو أني كربت
معادن حديد الدنيا بأنيابي، وحرمت أرضيها بأشفار عيني وبكيت من خشيتك مثل بحور
السماوات والارضين دما وصديدا، لكان ذلك قليلا في كثير ما يجب من حقك علي، ولو أنك
إلهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين، وعظمت للنار خلقي وجسمي، وملأت جهنم
وأطباقها مني، حتى لا تكون في النار معذب غيري، ولا يكون لجهنم حطب سواي، لكان ذلك
بعدلك علي قليلا في كثير ما استوجبته من عقوبتك)([326])
وغيرها
من الأدعية الكثيرة؛ فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على التزامها، والتأدب بآدابها؛
فهي من هدي نبيك a وورثته الصادقين الذين لم يغيروا أو يبدلوا، وإياك أن تلتفت
لأولئك المشككين في أسانيدها؛ فما ينفعك التشكيك، وما يضرك عدم صحتها عنهم، وكل
معانيها مما ورد به القرآن الكريم، ووردت به الروايات المتظافرة عنهم.