responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 172

أهلك وأنت رجائي، اللهمّ إنّك أكبر وأجلّ وأقدر مما أخاف وأحذر. اللهمّ بك أدرأ في نحره، وأستعيذ من شرّه، إنّك على كل شيء قدير) ([308])

وإن شئت ـ أيها المريد الصادق ـ تأصيلا يعلمك كيفية التضرع والتذلل إلى الله في دعائك، فاعلم أنه مما ييسر لك ذلك أمران: شعورك بالافتقار والحاجة، ومعهما شعورك بتقصيرك وتفريطك في حق ربك، ومعهم جميعا علمك بعظمة الله تعالى وكماله وغناه وقدرته على كل شيء.. فإن وفرت لنفسك هذين الركنين من أركان التضرع، خرجت عبادتك ودعاؤك من عالم الغفلة إلى عالم الحضور، ومن عالم الاستغناء إلى عالم الافتقار، والصدقات لا تعطى إلا للفقراء.

وقد أشار الله تعالى إلى كلا الركنين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَالله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ (فاطر:15)، وقال: ﴿وَالله الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ﴾ (محمد: 38)

وأشار إلى ضده، فقال: ﴿كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ (العلق:6 ـ 7)، فقد أخبر تعالى بأن رؤية الإنسان لغناه، تجعله طاغية ظالما متعديا لحدوده.

وأشار إليهما الإمام الباقر بقوله: (غفر الله عز وجل لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما، قال: اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا، وإن تغفر لي فأهل ذلك أنت، فغفر الله له)([309])

الحاجة والتقصير:

أما الأول ـ أيها المريد الصادق ـ فمرتبط بمعرفة حقيقتك، وأنك عبد لله تعالى، وأنه لولا فضل الله عليك لم تكن شيئا مذكورا، ولذلك لا تلتفت لأعمالك، ولا تحتجب بها، وإنما تلتفت إلى فضل ربك مع شعورك بالتقصير في حقه؛ فذلك الشعور قد يكون أعظم

 


[308] نور الأبصار: 146، وفيات الأعيان 2: 294

[309] أمالى الصدوق ص 238.

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست