responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 99

الفصل الثاني

الإمام الحسين والقيم الروحية

لا يمكن لأحد أن يفهم الإمامة، ويعرف سرها وخصائصها ووظائفها وقيمتها، دون أن يعرف القيم الروحية التي ترتبط بها، ذلك أن قيمة الإمام تتأسس على علاقته بالله قبل أن تتأسس على علاقته بالخلق، والإمام ـ كما دلت على ذلك النصوص الكثيرة ـ ولي الله الأعظم، وحجته الكبرى على خلقه، ولذلك اختاره الله ليكون سراج هداية، وراية حق، وسراطا مستقيما.

وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73]، وقال: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24]

وهذه الآيات الكريمة لا تنص فقط على أئمة بني إسرائيل، بل هي تعم كل الأمم؛ فلا يمكن أن تتم حجة الله على خلقه ما لم يكن هناك هداة يتمثل فيهم الدين أحسن تمثل، ليكونوا هداة لأقوامهم بأقوالهم وأفعالهم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7]

وقد ورد في الحديث الشريف الذي سبق ذكره، والذي اتفقت عليه الأمة ما يدل على علاقة القيم الروحية بالولاية، فقد قال رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (قال الله عز وجل: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي، وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست