نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 100
الذي ينطق به، ويده التي يبطش
بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته)[1]
وهذا الحديث يرسم بدقة خصائص
أولياء الله، ووظائفهم وقدراتهم، وهو يدل على أن هذه الإمامة ليست مجرد هبة إلهية،
وإنما هي جهد وعمل وكسب، كما قال تعالى: ﴿ الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ
رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام: 124]
بناء على هذا نحاول في هذا
الفصل أن نبين بعض مظاهر القيم الروحية التي اتصف بها الإمام الحسين ، أو دعا
إليها، ونرى علاقتها بالقرآن الكريم، أو بما قاله رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وسائر الأئمة ، ودورها في الحفاظ على الدين الأصيل، ومواجهة
التحريفات التي لحقت به في الأزمنة المختلفة.
وقد رأينا تقسيمها بحسب ما هو
متعارف إلى نوعين من القيم:
القيم المرتبطة بالشعائر
التعبدية: كالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم
ونحوها، باعتبارها وسائل التربية الروحية، ودلائل التحقق بمقاماتها.
أولا ـ الإمام الحسين والقيم المرتبطة بالشعائر التعبدية:
من المظاهر المشتركة عند جميع
الأئمة الاهتمام بالشعائر التعبدية وتعظيمها، واعتبارها أقرب السبل للسلوك إلى
الله تعالى، وذلك على عكس تلك المناهج الكثيرة المستحدثة التي أدخلتها بعض المدارس
الصوفية إلى الإسلام، والتي استهانت بالشعائر التعبدية، واستبدلتها بالكثير من
الطقوس التي تصورت أنها أكثر جدوى في التقريب من الله،