وهذا المنهج هو الذي اعتمده
أئمة أهل البيت في الدلالة على قدرة الله، والرد على تلك المقولات والتشكيكات التي
تحاول أن تبحث في محدودية قدرته تعالى[1]،
ومن ذلك قول الإمام علي : (فطر
الخلائق بقدرته، ونشر الرياح برحمته، ووتد بالصخور ميدان أرضه)[2]،
وقوله: (وأرانا من ملكوت قدرته وعجائب ما نطقت به آثار حكمته)[3]،
وقوله: (فأقام من الأشياء أودها، ونهج حدودها ولاءم بقدرته بين متضادها)[4]،
وقوله: (و أقام من شواهد البينات على لطيف صنعته وعظيم قدرته)[5]
وهكذا قال الإمام الصادق في
جواب بعض الملاحدة: (كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك)[6]
5 ـ عدل الله:
وهو الذي أشار إليه الإمام
الحسين في قوله في دعاء عرفة: (وأنك
الحكم العدل الذي لا يجور، وعدلك مهلكي، ومن كل عدلك مهربي، فإن تعذبني فبذنوبي يا
مولاي بعد حجتك
[1] من ذلك قول ابراهيم النَّظّام
(ت 231 هـ): (إِنَّه تعالى لا يقدر على القبيح)، وقال عَبَّاد بن سليمان
الصَّيْمُري (ت 317 هـ): (لا يقدر على خلاف معلومه)، وقال أبوالقاسم الكعبي (ت 317
هـ): (لا يقدر على مِثْل مقدور عبده)، وقال الشيخ أبو علي محمد بن عبدالوهاب (ت
303 هـ)، وابنه أبو هاشم عبد السلام بن محمد (ت 321 ه): (لا يقدر على عَيْن مقدور
العبد)