نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
وهكذا لو تأملنا هذا المقطع
وحده وجدنا فيه الكثير من المعارف الإلهية المرتبطة بالأسماء الحسنى، والتي تدل
على مدى حضور المنهج القرآني في عرض القيم الإيمانية في أدعية الإمام الحسين ،
مثله مثل سائر أدعية الأئمة .
بناء على هذا، وبناء على صعوبة
تصنيف ما ورد في الدعاء من كمالات الله من خلال مقاطعه وفقراته؛ فسنكتفي هنا بذكر
بعض ما ورد فيه من معارف إلهية على سبيل الاختصار:
1 ـ حياة الله:
وهي من أول صفات كمال الله، وقد
أشار إليها الإمام الحسين في دعاء عرفة بقوله: (يَا حَيّاً حينَ لا حَيّ)، وهي الصفة
التي رتب عليها القرآن الكريم كل صفات الكمال، ذلك أنه لا يمكن لأي صفة كمال أن
تكون بدونها، كما قال تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إله إِلَّا هُوَ
فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
[غافر: 65]، وقال: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا
يَمُوتُ﴾ [الفرقان: 58]
وقد أشار إلى هذه الصفة،
وأهميتها في معرفة الله تعالى كل أئمة أهل البيت ، فقد قال الإمام الباقر : (إنّ
الله تبارك وتعالى كان ولا شيء غيره.. حيّاً لا موت فيه، وكذلك هو اليوم، وكذلك لا
يزال أبداً)[1]،
وقال: (كان حيّاً بلا كون موصوف)[2]
وكلهم نص على أن حياة الله عين
ذاته، فعن الإمام علي قال:
(كان إلهاً حيّاً بلا حياة)[3]،
وقال: (اللهم إنّك.. حيّ لم ترث الحياة من حي) [4]،
وقال الإمام الباقر : (لم
يزل
[4] مهج الدعوات ومنهج العبادات، علي بن موسى بن جعفر بن
محمد بن طاووس الحسيني، قدم له وعلق عليه: الشيخ حسين الاعلمي، الناشر: منشورات
مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، الطبعة: الاولى المصححة 1994، ص 142.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79