نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
البشبشة؛ لأن معناه يقارب معنى
الفرح، والعرب تقول: رأيت لفلان بشاشة وهشاشة وفرحاً، ويقولون: فلان هش بش فرح،
إذا كان منطلقاً، فيجوز إطلاق ذلك كما جاز إطلاق الفرح)[1]
وقال الدارمي: (وبلغنا أنَّ بعض
أصحاب المريسي قال له: كيف تصنع بهذه الأسانيد الجياد التي يحتجون بها علينا في رد
مذاهبنا مما لا يمكن التكذيب بها؛ مثل: سفيان عن منصور عن الزهري، والزهري عن
سالم، وأيوب بن عوف عن ابن سيرين، وعمرو بن دينار عن جابر عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)..
وما أشبهها؟)) قال: ((فقال المريسي: لا تردوه تفتضحوا، ولكن؛ غالطوهم بالتأويل؛
فتكونوا قد رددتموها بلطف؛ إذ لم يمكنكم ردها بعنف؛ كما فعل هذا المعارض سواء..
وسننقل بعض ما روي في هذه الأبواب من الحب والبغض والسخط والكراهية وما أشبهه..
(ثم ذكر أحاديث في صفة الحب ثم البغض ثم السخط ثم الكره ثم العجب ثم الفرح، ثم
حديث أبي هريرة السابق في البشاشة، ثم قال) وفي هذه الأبواب روايات كثيرة أكثر مما
ذكر، لم نأت بها مخافة التطويل)[2]
وهكذا قالوا فيما يسمونها صفة
[الفرح]، والتي رووا فيها حديثا عن أبي هريرة وغيره يرفعه إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، جاء فيه: (لله أفرح
بتوبة عبـده)، وفي رواية: (أشد فرحـاً)[3]
وقد قال ابن القيم ساخرا من
الذي أولوا هذا الحديث من باب تنزيه الله تعالى عن الانفعالات الدالة على القصور
والعجز: (وأيضاً فقد ثبت عن النبى (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه قال: (للهُ أَشدُّ فرحاً بتوبة عبده من
أحدكم ضل راحلته)، قالوا: وهذا أعظم ما يكون من الفرح وأكمله، فإن
[2]
نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على
الله عز وجل من التوحيد، أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، حققه وضبط نصه: أبو عاصم
الشوامي الأثري، المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع، القاهرة –
مصر، الطبعة: الأولى، 1433 هـ - 2012 م، ص 200.