وسئل الإمام الصادق : لم يزل
الله متحرّكاً؟ فقال: (تعالى الله عن ذلك، إنّ الحركة صفة محدثة بالفعل) [2]،
وقال: (إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان، ولا حركة ولا انتقال ولا
سكون، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون، تعالى الله عمّا يقول الظالمون
علوّاً كبيراً) [3]
وقال الإمام الكاظم : (كلّ
متحرّك محتاج إلى من يحرّكه أو يتحرّك به، فمن ظنّ بالله الظنون هلك)[4]
وهذا المعنى المتفق عليه عند
أئمة أهل البيت من المعاني التي صرح بذكرها القرآن الكريم، واعتبرها من عقائد
التنزيه الأساسية، ذلك أن كل النصوص الواردة في نفي نسبة المحل إلى الله تنفي نسبة
التنقل إليه، لأن التنقل هو انتقال من محل إلى محل.
وقد أشار القرآن الكريم في قصة
سليمان مع أصحابه إلى أن الحركة والانتقال شأن الضعفاء، أما القادر فهو الذي يقضي
مصالحه في طرفة عين من غير معاناة حركة ولا حمل، ولا أي شيء، قال تعالى: ﴿
قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ
يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ
قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ
يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا
مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
(40)﴾ [النمل: 38 ـ 40]، فإذا كان هذا شأن العبد الذي أوتي بعض الكتاب..
فكيف