نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52
قال للصحابة لما رأى رفعهم
لأصواتهم بالذكر: (أيها الناس! أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً،
إنما تدعون سميعاً بصيراً قريباً، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)[1]
وهكذا نرى اتفاق العقل والنقل
والروايات على ما ذكره الإمام الحسين وجميع
أئمة أهل البيت من تنزيه الله عن الجهة
والمكان والمحل، وكون ذلك من مقتضيات الجسمية، والتعدد والشرك.
ولو أن السلفية الذين يزعمون
لأنفسهم اتباع السنة تمسكوا بما قاله الإمام الحسين في
المسألة، وتركوا ما قاله كعب الأحبار وغيره، لما أوقعوا أنفسهم في ذلك التدنيس
للذات الإلهية بحصرها في المكان والجهة.
وخطورة الموقف السلفي ليس فيما
يعتقدونه من عقائد فقط، وإنما في موقفهم من المخالف لهم في هذا المسألة، والذي لو
طبقناه على مقولات الإمام الحسين المرتبطة
بنفي الجهة والمكان، لكانوا من أول المكفرين له، ولأبيه ولجميع الأئمة ؛ فقد قال
ابن خزيمة (ت 311 هـ) ـ والذي يعتبرونه إمام أئمتهم: (من لم يقل بأن الله فوق
سمواته، وأنه على عرشه، بائن من خلقه، وجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، ثم
ألقي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة)، وقال: (من لم يقر
بأن الله على عرشه قد استوى، فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئا) [2]
وقد نقل ابن تيمية الإجماع على
ما قاله ابن خزيمة، حيث قال في (درء تعارض العقل
[2]
نقلا عن: درء تعارض العقل والنقل، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن
تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي، تحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد
بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية، 1411 هـ - 1991 م،
6/ 264.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52