نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40
النعيم، وودوا لو تدوم لهم هذه
الحال، ولم يكن شيء أحب إليهم من الاستغراق في شهود هذا الجمال،واكتسبوا من جماله
ونوره سبحانه جمالاً إلى جمالهم،وبقوا في شوق دائم إلى رؤيته،حتى إنهم يفرحون بيوم
المزيد فرحاً تكاد تطير له القلوب)[1]
وهو في هذا الكلام الذي يشبه
كلام العارفين في ألفاظه، إلا أنه لا يرقى إلى مقاصدهم؛ فالجمال عنده هو جمال صورة
الله الحسية التي لم يتصوروا إمكانية معرفة الله من دونها.
ج ـ تنزيه الله تعالى عن
القياس:
وهو ما أشار إليه الإمام الحسين
في حديثه مع ابن الأزرق، وقوله له: (يا نافع، إن من وضع دينه على القياس لم يزل
الدهر في الارتماس، مائلا عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج، ضالا عن السبيل، قائلا
غير الجميل. يا ابن الأزرق، أصف إلهي بما وصف به نفسه، وأعرفه بما عرف به نفسه؛ لا
يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس) [2]
فهذا المقطع العظيم يؤصل لقواعد
عظيمة في تنزيه الله تعالى لو أن المتكلمين في العقائد، وخصوصا السلفية منهم،
عملوا بها لأخلوا عقائدهم من كل صنوف التشبيه والتجسيم والوثنية التي أوقعوا
أنفسهم فيها.
فهم يخضعون العقائد في الله
لتصوراتهم المبنية على التجسيم، ويتصورون أنه لا يمكن أن يكون هناك وجود لخلاف تلك
التصورات، وبذلك يقعون في القياس المحض.
وقد قال الشيخ ابن العثيمين،
وهو من علمائهم المعاصرين الكبار ـ مبينا استحالة معرفة الله من دون كيفية ولا
قياس: (السلف لا ينفون الكيف مطلقاً، لأن نفي الكيف مطلقاً
[1]
شرح القصيدة النونية المسماة «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية»،
الدكتور محمد خليل هراس، دار الكتب العلمية –
بيروت، الطبعة: الثانية /1415 هـ، (2/64)