نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39
اليوم ربنا الجبار تبارك
وتعالى، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا)[1]
ومن الروايات التي يوردونها في
هذا ما يروونه أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال:
(بينا أهل الجنة في نعيمهم إذْ سطع لهمْ نورٌ فرفعوا رؤوسهم،فإذا الربُّ قد أشرف
عليهم من فوقهم فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة،قال: وذلك قول الله تعالى:
﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس: 58]،قال: فينظر إليهم
وينظرون إليه،فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم
ويبقى نورُه وبركته عليهم في ديارهم) [2]
هذه بعض المشاهد التي يحرص
السلفية على ذكرها في كل محل، وهي لا تختلف كثيرا عن المشاهد التي نقرؤها في كتب
التاريخ والأساطير عن مجالس الملوك والأمراء، حيث يقربون ندمانهم، ثم يصلونهم
بأنواع الصلات، وهي علاقة مادية صرفة لا مجال فيها للمشاعر السامية، ولا للعواطف
الجياشة التي نجدها عند المنزهة.
ومن العجب الذي نراه في أمثال
هذه الرويات هو إسكانهم لله سبحانه وتعالى خالق هذا الكون جميعا في دار من دور
الجنة ليجاورهم، ويصلهم، وتزداد صورهم حسنا بذلك، وكأن الله تعالى لم يخلق سواهم،
ولا له تدبير لغيرهم.
ومن العجب الأكبر هو أحاديثهم
عن جمال الله تعالى، وهي أحاديث عن الجمال الحسي، لا عن الجمال العظيم الذي لا
يمكن الإحاطة به، ومن أمثلة ذلك ما قاله الهرَّاس، فقد قال: (أما جمال الذات؛ فهو
ما لا يمكن لمخلوق أنَّ يعبر عن شيء منه أو يبلغ بعض كنهه، وحسبك أنَّ أهل الجنة
مع ما هم فيه من النعيم المقيم وأفانين اللذات والسرور التي لا يقدر قدرها، إذا
رأوا ربهم، وتمتعوا بجماله؛ نسوا كل ما هم فيه،واضمحل عندهم هذا
[1]
السنة، أبو بكر بن أبي عاصم الشيباني، حققه محمد ناصر الدين الألباني، المكتب
الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى، 1400، (1/ 258).