نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 282
(أفلست تستدل بموقفي هذا أني
منهم، أما والله ما كتبت إليه كتابا قط، ولا أرسلت إليه رسولا، ولا وعدته نصرتي،
ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلما رأيته ذكرت به رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
ومكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه عدوه، فرأيت أن أنصره، وأن أكون
من حزبه، وأجعل نفسي دون نفسه لما ضيعتم من حق رسوله)[1]
وهكذا استمر يناضل عن الإمام
الحسين إلى آخر لحظات حياته، وقد أجاب الإمام
الحسين عندما طلب من أصحابه الفرار بأنفسهم بقوله: (والله
لوددت أني قتلت، ثم نشرت، ثم قتلت، حتى أقتل هكذا ألف مرة، وإن الله يدفع بذلك
القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك)[2]
وقد وفى بعهده، وثبت عليه، وقد
روي أن الإمام الحسين جعله على
الميمنة، وحبيب بن مظاهر على الميسرة ووقف في القلب وأعطى الراية لأخيه العباس،
وبعد أن فرغ الإمام الحسين من وعظ
معسكر ابن سعد، خرج زهير بن القين على فرس له شاك في السلاح فقال: (يا أهل الكوفة
بدار (نذار) لكم من عذاب الله بدار (نذار) إن حقا على المسلم نصيحة المسلم، ونحن
حتى الآن أخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، فإذا وقع السيف انقطعت
العصمة، وكنا نحن أمة وأنتم أمة، إن الله قد ابتلانا وإياكم بذرية محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)؛ لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنا ندعوكم إلى نصره وخذلان الطاغية
عبيد الله بن زياد، فإنكم لا تدركون منهما إلا السوء عمر سلطانهما كله، إنهما
يسملان أعينكم، ويقطعان يديكم وأرجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل،
ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وهاني بن عروة وأشباهه)؛ فسبوه
وأثنوا على ابن زياد، فقال لهم:
[1] الفتوح ج 5، ص 177 -178 . أنساب
الأشراف ج 3، ص 184 . مقتل الحسين الخوارزمي ج 1، ص 353 - 354 . تاريخ الطبري،
المجلد 4، صص 315-316.