نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 279
فوق ذلك من صحابة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ومن رواة حديثه [1].
وكان فوق ذلك كله شجاعاً
وجريئاً شارك في الكثير من حروب المسلمين، وشهد مع الإمام
علي كلّ غزواته، وكان في الكوفة يأخذ البيعة من الناس
للحسين بن علي ، وقد جعله مسلم بن عقيل حين ثار بالكوفة على رأس طائفة من مذحج وأسد،
وكان ينهض بجمع المال والسلاح والأنصار.
وقد صدق مسلم فيما ذكره، وشهد
له الإمام الحسين بالصدق والثبات على العهد، فعن عمروبن الحّجاج أن الحسين حمل من
نحو الفرات، فاضطربوا ساعة، فصُرع مسلم بن عوسجة الأسدي، وانصرف عمرو ومسلم صريع،
فمشي إليه الحسين وبه رمق فقال: (رحمك الله يا مسلم بن عوسجة، ﴿فَمِنْهُمْ
مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
[الأحزاب: 23])[2]
وقد روي أنه بعد إصابته، وفي
آخر لحظات حياته قدم إليه الحسين ومعه حبيب، فقال حبيب: عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم،
أَبشر بالجنّة! فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك الله بخير. فقال حبيب: لولا أنّي
أعلمُ أنّي في إثرك لاحقٌ بك من ساعتي هذه لأحببتُ أن توصي إليَّ بكلّ ما أهمّك
حتّى أحفظك في كلّ ذلك بما أنت له أهل من الدين والقرابة؛ فقال له: بلى، أوصيك
بهذا رحمك الله! وأومأ بيديه إلى الحسين أنْ تموت دونه! فقال حبيب: أفعل وربّ
الكعبة. وفي رواية لأنعمنك عيناً. ثم مات[3].
وروي أنه لما استشهد تنادى
أصحاب عمرو ابن الحجّاج: قتلنا مسلم بن عوسجة